طبعا هو العنوان مش بتاعي ولا انا اللي مألفه, العنوان ده اسم فيلم قام ببطولته أحمد حلمي,,ولكن لي بعض النقاط التي اردت ان اعقب عليها بعد مشاهدة ذلك الفيلم
عندما يعيش الانسان وحيدا ليس من الشرط ان تكون تلك الوحدة ملموسة او مرتبطة بالواقع الفعلي, بمعني انه قد يكون من الممكن ان يكون ذلك الفرد يعيش وسط عائلته ومن الممكن ايضا ان يكون له اصدقاء, ولكن ذلك الوجود قد يتمثل له وهميا وغير حقيقي, فيتعامل معهم تعاملا سطحيا كاملا في جميع المجالات, فيتكلم معهم ويتناقش معهم ويخرج معهم ويستمع الي ارائهم ويراهم عادة او من وقت لاخر او دائما كافراد عائلته ومع هذا فهو( وحــــــــــــيـــــــد) ,,,,,,,لماذا؟؟
لانه لم يحس بهم ولم يشعروا به ولم يحاول احدا ان يخاطبه من الداخل او يلمس اوتار قلبه او ان يحاول نزع تلك الاقنعى السطحية والتي تظهر في الكلام او ردود الافعال , حيث ان العقل الباطني للانسان هو ما يتحكم فيها, وتستطيع ان تتاكد من ذلك بسؤال ذلك الشخص عن ماكنت تقول او عن وعد كان قد اقتطعه علي نفسه فلا يستطيع ذلك او بالاحري(لا يتذكر),,,نعم لقد تعاملت الاجهزة والاعضاء في الجسم بشكل طبيعي مختبر من قبل او تم التعامل معه في موقف مشابه, فيكون الجسم حينها كالالة , ينفذ ويرد ويجيب , ويتفاعل في بعض الاوقات وكل ذلك يعتبر خارج النطاق الادراكي الانساني, والسؤال هنا لماذا يفعل الانسان ذلك؟ وهل يشترك في تلك الحالة وتنشيطها متعمدا؟ ام ان الواقع من حوله يفرض عليه اللجوء لتلك الحالة
سؤال اخاطبه من خلال ثلاثة اشخاص رايت انهم شائعين في اوساط مجتمعنا, ويشتمل المجتمع علي العديد من النماذج الاخري المختلفة
الاول : إمرأة متزوجة
امراة في العقد الثالث من عمرها, متزوجة ولديها طفلان , تعيش حياة مترفة مثقفة بدرجة عالية , يشغل زوجها احد المناصب العالية ولا يتاني في شئ تطلبه ماديا, ودائما ما يسعي لمزيد من النجاح وجمع المزيد من المال, حتي ان العلاقة الزوجية بينهما غالبا مايغلب عليها طول الوقت من مرة الي اخري,,,,تعيش تلك الام منشغلة في احوال وهموم المنزل واحتياجاته واحتياجات اطفالها,,,,وعندما تهدا بها موجة الحياة, تاخذها عاصفة افكارها وترمي بها بعيدا الي جزيرة نائية حيث تنفرد بها مشاعرها وتصرخ فيها احتياجاتها ومطالبها المعنوية والنفسية والجسدية, تهيم بها وتقلب كيانها وتشوه حياتها وترسم لها طريقا من الوان باهتة ليغريها بالدخول الي افاق ذلك الطريق معنويا وداخليا حتي ما اذا ظهرت الوانه وتلذذت باحساسه الغائب وحضنه الدافئ , يقدم لها البدائل لتلك
الصور الوهمية حتي تتحول الي حقيقية او بالاحري بدائل حقيقية تزينها اوهامها وتبررها عواطفها وتشجعها حاجتها, فتستبدل الزوج بعشيق, ان لم يكن ملموسا فخياليا, تستمع الي كلماته الرقيقة ولمساته الرشيقة وصفاته المؤثرة , فتعيش فيها غائبة عن الوعي وعن حقيقة ماتعيشه , واذا وصلت من الضعف لان يكون صورة مجسدة حقيقية, فترخص لها المبادئ وتبخس لها صورة حسنة في حياتها وتُشوه لها كل نسمة رقيقة تهون عليها حرارة الوحدة و جفاء الدنيا ولكن البقاء للاقوي , اهي ام مشاعرها واحاسيسها؟
فتفكر وتفكر وتعزل نفسها عن الواقع طيلة الوقت وتنتظر الوقت التي تنفرد فيه بنفسها بعيدا عن اي شئ يبقيها في اطار الحياة الواقعية التي تعيشها, فترسم ما يناسبها وما تستهويه من عناصر مشتقة من رؤياها اللا محدودة حتي تصبح اسيرة لتلك الاوهام وسجينة لذلك السجن الصوري حتي ياتي فارس يخلصها من الوهم وينقلها الي حقيقة ولكن السؤال هنا هل سيكون هذا الفارس زوجها ام سيكون احدا اخر؟؟؟؟؟؟
اما الشخص الثاني, فاجسده في صورة شاب في مرحلة المراهقة
فهو شاب يقبل عل ابواب العقد الثاني من عمره, اباه مشغولا بعمله , وامه غارقة في همومها المنزلية وعملها الاضافي والتي تساعد به في زيادة دخل الاسرة, يرتاد ذلك الشاب الجامعة , فيري ما يري من بنات وشباب يحاول كل منهم ان يبدوا في المراة علي اكمل وجه ومن ثم ينبهر بتلك الحياة التي لم يعلم عنها شئ ولم يخزن عقله المحدود ما يمكنه من التعامل والتعلم والمشاركة في تلك المرحلة العمرية, فيخاف ويتجنب ويتجاوز في التجنب , حتي يتجنب نفسه ويتحدث اليه قرينه ولا يطيق سمعا لاي من حوله, فقد تخلي عنه الاب وتركه وحيدا في تلك الظلمات والامواج التي تعصف بالجذور الراسخة , فما بالك بالريشة الطائرة, فيسلك طريقه بغموض وسذاجة ويترك قيادة نفسه لاي احد يشاور له او يخدعه باي شئ يشربه او يشغل به حيز ثقته بنفسه , وفضاء التعليم التربوي والديني والخلقي وحتي الاجتماعي,,, فيبحث مباشرة عن البدائل التي تحدثنا عنها من قبل , ولكن المسالة هنا اخطر فلا خط احمر لديه وليس عنده مايندم عليه او يعمل له حسابا قبل اتخاذ قرار بشانه , فيهيم به الطوفان و ينجرف مثل الصخور من اعالي الجبال حتي يستقر في اسفل السهل وهناك
يبقي,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اما الشخص الثالث فهي فتاة رقيقة في مقتبل عمرها , تنشد حياة الافلام وتحلم بالفارس المغوار علي الحصان الابيض ذو الجناحين الاسطوريين ,كانت في بداية عمرها رقيقة لا تعرف معني الحب ولا يظهر لها والديها معني العاطفة ولم تحس بحرارة المودة التي يشع بها كل معني دافئ يحمله الوالدان تجاه فلذات اكبادهما واحد الحبيبين تجاه الاخر, ولكنها رات في سماء التخيل وتجسيد مبتغاها صورة حلمت بها , ورسمها لها فؤادها حتي ظنت انه انسان حقيقي لا يفارقها ولا يبعد عنها , مما جعلها منطوية في عالمها الصغير المحدود الوهمي, تقضي معظم أوقاتها بين مشاهدة فيلم رومانسي او السماع لاغنية تتطابق مع واقعها الخاص, الي ان تصطدم باي شخص يبدوا عليه من كلامه المعسول وأسلوبه الباهر المنمق انه ذلك الذي طالما حلمت به ونسجته في شباك خيالها , حتي تتبين انه لم يتصف باي شئ حسبته فيه وتتبين انها ضحية ذئب نهشها بانيابه و قد طال منها ما كانت مستعدة لتقديمه اليه, وتبقي اسيرة لذلك الشعور ما قدر لها
......................
نعم كلنا نتمني ان نرتمي في احضان شخص نحبه , سواء كان من العائلة او من ارتضته قلوبنا بان يكون محلا لاسرارنا وملجا لنا عندما تخيفنا وتأرقنا مصاعب الدنيا وتشتتنا مشاكل الحياة, فنستريح في حماه ونطمئن بجواره ونستعين به للخوض في بحر الحياة المضطرب بامواجه وعواصفه.
شعور رهيب يتملكك من اخمص قدميك الي اعلي راسك , رغم انه قد يكون ممتعا لبعض الاشخاص ذو الامراض النفسية مثل انفصام الشخصية ولكنه ينهار بقوة عندما ياتي لذلك النهر المبتغي ليروي عطشه ولكنه لا يلبث ان يجده سرابا في صحراء قاحلة فيتمني ان لم يقطع تلك الرحلة الطويلة المتعبة, واذا ماحاول ان يأطر علاقته الاجتماعية ويجعل من العالم مكانا يروي حبه وينميه بين الناس, وجد صعوبة بالغة في فهمهم وادراك تضاريس الحياة المختلفة بشكل جذري عن دنياه التي اعتاد ان يعيش فيه , فلا يجد شيئ ليقوله سوي
(اســـــــف علي الإزعــــــــــاج)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق