الاثنين، 23 مايو 2011
لحظات الألم
تصنع دقات عقرب الثواني إيقاعا مملا منتظما في الاذن, تتسمر العينان علي أقرب شئ أمامها, يحاول العقل طرح فكرة الالم بعيدا عن طريق اطلاق سراح خياله الي اي شئ يمكن ان يخفف عذابه, نبضات القلب تسرع صارخة في الم, جسم مهدم فوق السرير بلا حراك, صوت يختفي خلف قضبان التعب والإرهاق, دقائق تمر كالساعات الثقيلة, وجه شاحب, لسان جاف, حلق ملتهب, رأس تكاد تنفجر من شدة الصداع, أصوات من حولك تؤرقك وتزيد من الامك,وقتا عصيبا تمر به يمزق أركانك, لحظات لا تتمني ان تعيشها , لحظات لن يشعر بها أحدا حولك, لحظات تسجنك بين جدرانها, وتصارعك في كل ثانية, لحظات تشعر بها وحيدا وان كان العالم أجمع يجلس بجانبك, تلك هي لحظات الألم.
كل إنسان يمر بتلك اللحظات المؤلمة فترة من الوقت , قد تكثر او تقل, تنتهي او تزمن, تنتصر عليها او تستحوذ عليك,لحظات تمر علينا وتذكرنا بأمرنا, وتنبهنا لأخطائنا ومعاصينا, تأكد علينا حقيقة خلقنا من ضعف , تدفعنا برفع ايدي الضراعة لله سبحانه وتعالي بأن يعجل بالشفاء, لحظات بطيئة ,تكون فيها الثانية كالدقيقة ,والدقيقة كالساعة,والساعة كاليوم,واليوم كالاسبوع,والاسبوع كالشهر ,والشهر كالسنة.
هل مررت بتلك اللحظات من قبل؟؟؟
يشتد بك الالم فيشفق عليك الاهل وما بأيديهم من شئ يقدموه لك,الا ان يقولو نذهب بك الي الطبيب او الي المستشفي لعله يجد لعلاجك سبيلا, تعلم علم اليقين, انه مهما أوتي من علم فلن يستطيع ان يريجك من الامك في وقتها اي عندما تذهب اليه مباشرة, ولكن يوصف لك الدواء وعلي الله الشفاء, فتدرك ان لا منجي ولا ملجا الا اليه, فتتذكر كم قصرت في حقه, وكم أسرفت في معصيته, وكم تماديت في عصيانك لأوامره, وكم تغافلت عن حدوده ونواهيه, ولكن رغم ذلك تقول يارب (يالله) هو الشافي المعافي, لن ينفعك أحد سواه, ولا يعلم مخلوق متي سيقدر لك الشفاء غيره
هل تتذكر الله في أوقات الشدة والرخاء علي السواء أم في الشدة فقط؟؟؟
تخرج من عيادة الدكتور في المستشفي وتشعر انك في المكان الذي يمكن يمكن أن يشعر بك أهله بما تشتكيه من الالام, تأخذ خطواتك في ضعف وذل وتواضع بين طرقات المشفي, تظل عينك في الاسفل ناظرة, تمشي منحنيا, ترجع بك الذاكرة الي الوراء وتذكرك بأيام ذي قبل أيام صحتك وعافيتك,كيف كنت تمشي معتدا
بنفسك, كيف كان يعلوا صوتك بالضحكات, كيف كنت تستمع الي الاغاني طوال الوقت ,ولا تكترث بسماع صوت المؤذن, كيف كنت تشعر بجسدك وقوتك ولياقتك البدنية, كيف كنت تشعر باستغنائك عن اي احد, نعم انك تشعر بأنك في أحسن حال, كل المؤشرات في جسدك كانت هائلة, عنوانها ابتسامتك العريضة علي وجهك دائما, صدرك مرفوعا الي الامام , عينك تدور بين الخلائق متفرسا وجوههم, تذهب بنظرك بعيدا اذا منظرت الي شخص مريض او يعاني شيئا نفرت منه عينك, ولا تفكر ولو لحظة بهذا الشخص او كم من الالم يعيشه, ولكنك الان تشعر بمن حولك ,في المشفي, نعم تشعر بهم لانك تعاني مثلهم, اما وقد كنت سليما ,فلماذا قد تفكر في ذلك من الاصل؟
هل حاولت ان تشعر بمن حولك ممن كانت صرخاتهم صامتة لا تلتقطها أذنك؟؟؟
هل حاولت أن تتعاطف معهم ولو بابتسامة مخلصة تخترق الامهم ولوللحظة؟؟؟
هل فكرت يوما ان لا تلوح بوجهك بعيدا وان تحمدالله علي نعمة الصحة؟
نعم الان تتمني ان تسترد تلك النعمة والعافية, وكل من حولك في ذلك المكان يتمني ذلك, رغم تلك الالام فإنك تستأنس بالمكان, فرغم الامك التي لا تحتمل, تري من يعاني الاما وأمراضا أشد واقوي من الامك, ورغم ذلك يبقي الابتسامة علي وجهه وتقول في رضا الحمدلله.
كم مرة تحمدالله فيها علي نعمة الصحة والعافية في اليوم الواحد,جاوب نفسك بصدق فلن يسمعك أحد سوي خالقك؟
تسال هذا وذاك , بما تشعر ومالذي تعانيه, فتصدم بالاجابة لانك حتما ستسمع أمراضا لم تمر بها قط والاما تعجز عن تحملها بل عن ادراك فكرتها ووجودها من الاساس وتحاول ان ترد عليه مبتسما شفاك الله وعفاك,وتدرك في قريرة نفسك انك أهون من هؤلاء بمراحل, فتقول راضيا الحمدلله
تسأل في نفسك , سبحان الله, يا تري لماذا خلق الله الامراض والالام؟ ام لماذا ابتلاني بهذا المرض ام جعلني أعاني من تلك الالام؟
هل هي تكفيرا للسيئات, ام رفعا للدرجات؟
هل ضللت طريق الله فأراد الله ردي؟
هل هذه علامة علي حب الله لي؟
هل سأصبر وأحتسب الاجر؟
أم سأسخط علي قدر الله؟
كل منا له إجاباته الخاصة لكل هذه الاسئلة , ولك تعلينا ان نعي جيدا انه الثواب والحسنات لم صبر علي قضاء الله بايمان واحتساب, فكن دائما راضيا وقل دائما الحمدلله
بعد مرور لحظات الالم بفضل الله سبحانه وتعالي عليك, تذكر حالك في تلك اللحظات, وانظر لمن حولك ممن يعانون الاما ظاهرة اوصامتة,وقل لهم قولا حسنا, وامسح دموعهم برقة, وازرع البسمة علي وجوههم ,فان ذلك قد يخفف من الامهم الصعبة
ويخفف عنهم تلك اللحظات الصعبة,,,,لحظات الألم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق