الاثنين، 23 مايو 2011
الوالدين والجيتار
من الوهلة الاولي تظن ان العلاقة بين الوالدين والعود الموسيقي لا تتناسب علي الاطلاق ولا ينتميان الي بعضهما البعض, ولكن اتمني ان اوضح المعني المترابط والمتواصل بينهم خلال ذلك المقال.
يعتمد كثيرا من الاب او الام علي التربية بواسطة الضرب او العقاب , حيث انهم يظنون انه الاسلوب الامثل للتقويم , ويهجرون تلك الوسائل والمعايير التي تؤثر سلبا او ايجابا بعمق علي شخصية الابن خلال أطوار حياته المتدرجة وكيفية ومقدار تاثير تلك الطرق علي كل مرحلة عمرية مختلفة اما للبنت او للولد علي حدة.
وبما ان ذلك الامر يتطلب مناقشة واسعة وحيوية وتحتاج التطرق الي العديد من النقاط التي اخشي ان لا اتمكن من تحليلها كاملة, سوف اكتفي بتركيز الضوء علي ما اثرته من خلال عنوان ذلك المقال الا وهو الوالدين والعود
عندما يسئ الطفل التصرف في موقف ما او يحدث خطا, فعندها يتبني الوالدين سياسة الزجر والترهيب والتي تتراوح بين دائرة يكون مركزها الترهيب بواسطة الكلام , ومحيطها استخدام اليد بشكل غير منطقي بضرب الطفل باسلوب لا يخضع لاي شكل من المنهجية في التقويم, غافلين عن ما يترتب عليه من مشاكل نفسية وبدنية للطفل والجانب الاهم والذي يعتبر موضوع النص : الا وهو ادراك الطفل او الطفلة للدرجة او المرحلة الاخيرة التي ياتي بها الاب او الام وهي الضرب , (عرف اخرتها ايه) او ( علقة تفوت ولا حد يموت) ويصبح ذلك الشعار منهاجا له في حياته او حياتها مصحوبا بالتمرد والسخط علي الوالدين وفقدان الثقة في ذلك القائد(الاب او الام) والتاكد من عدم قدرته علي اخضاعه مرة اخري فيفقد احترامه له بجانب المشاعر السلبية الاخري التي تحدثنا عنها .
وعند تلك النقطة استعيد ذلك التشبيه, بواسطة العود او التشيلو الموسيقي والذي اذا ما القينا عليه نظرة سنجد بانه يتكون من اسلاك متعددة تنتج انماطا و اصواتا مختلفة عندما يلعب الموسيقي او ( الفنان عليها) ولكن عندما يتعود الوالدين ان يلعبوا علي سلك واحد من ذلك الجيتار (سلك العقاب) والذي بطبيعته يكون استخداما عنيفا, فتكون النتيجة الحتمية هي انقطاع وانفصال ذلك السلك الذي كان من المفترض ان يستخدم اخر سلك لانه المحطة الاخيرة بالنسبة للطفل لاغيا كل الاسلاك الاخري مثل التفاهم و التشجيع و الحوار والمناقشة والاحراج والتحفيز والاحترام والتقدير والحب والتعاون,,فللاسف تصبح كل تلك الاسلاك في الجيتار عديمة الفائدة وغير مجدية بالكامل بعد انقطاع سلك العقاب الذي انتهجه الوالدين بصورة غير معقولة مما ترتب عليه فشل الفنان(الاب او الام) في انهاء ذلك المقطع الموسيقي بشكل جيد و صحيح,مما يصعب علي الوالدين ترميم او اعادة رسم ذلك السلك مرة اخري. ويرغب الطفل عن سماع تلك المقطوعة والتي تعود ان يسمع منها صوتا واحدا وهو سلك العقاب, ويبحث عن الة موسيقية جديدة تملأعليه حياته
وهنا يكون الفنان انسانا اخر خارج مجتمع الابن او الابنة لا يعرف الوالدين من هو وماذا يعزف , وبالرغم من استيساغ الطفل لذلك العزف والذي غالبا ما يكون سيئا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق