ساعة بعد ساعة، ويومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر وسنة بعد سنة وعمرا بعد عمر، تأخذنا مسيرة السنين بعيدا عن سنوات الخير التي يقل فيها الخير كلما اقتربت الساعة، نعم السنوات التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من بعده، تلك السنوات التي هرمت وتعبت بعد هؤلاء الفضلاء الذين قد ملئوا الأرض عدلاً وخيراً ونورا وسلاما ومحبة ومودة، فأتت لهم الدنيا صاغرة فانصرفوا عنها واستثمروا حياتهم وأوقاتهم في طاعة الله وطلبا للجنة وسعيا إلى الفردوس.أما اليوم فقد استحكم الشيطان العالم، وحصل على توقيع الجميع إلا من رحم بربي على عقد حجز مكانه في النار، وتختلف الأسباب في ذلك ولكنها تكثر بشدة مابين السعي وراء المال و اشباع الشهوات المضنية، ولكن هل تسيد الشيطان بالفعل عالمنا؟للأسف الشديد، إذا نظرنا إلى كل شئ حولنا سنجد أشياءا غريبة لم نكن نتوقعها بل لم تكن تخطر ببالنا على الاطلاق.أب يقتل أولاده وزوجته عند خسارة بضعة ملايين من الجنيهات، ومن يقتل أخاه من أجل بضعة جنيهات، ومن يقتل صديقه من أجل امرأة ، ومن يقتل أمه من أجل التزوج بفتاة، ومن تقتل ابنها خوفا من الفقر، ومن يزني بابنته ثم يقتلها ومن يقتل اباه طمعا في وراثته، ومن يقتل شابا في ربيع حياته من أجل أسباب لا نعرفها حتى الان، ومن ومن ومن......إن هذه الحوادث لا يجب التركيز عليها كنتيجة فقط، بل يجب البحث فيماهو أعمق من ذلك، فما هي إلا بروز لجبال جبلية في وسط المحيط، وما خفي كان أعظم.في كل حادثة نركز عليها فقط ثم تأخذ وقتها وتضيع بين مشاغل اليوم وكفاح الساعة إلى أن تظهر حادثة أخرى بشعة في وسط أسرة بسيطة مشهورة بأخلاقها الحسنة فماذا حدث يا بشر؟؟؟هل يمكن أن نكون أن تكون هذه حياتنا؟؟؟هل يمكن أن تكون الحيو انات أنبل منا وأحسن منا خلقا؟؟؟مالذي حدث بيننا؟؟؟؟عندما وقع خلاف وضغينة بيننا وبين الغرب قلنا هذه اسلاموفوبيا خلقها الغرب بنفسه ولسنا مضطرين للتواصل معهم ولكننا نحن العرب نحب بعضنا البعض، وعندما وقع خلاف بين مسلمي العرب ومسيحهم قلنا نحن مسلمون ونحن نحب بعضنا البعض، عندما وقع خلاف في ماتش كرة قدم كلنا نحن مصريون ونحب بعضنا البعض، عندما حدث خلاف بين أصدقائنا وأهلنا في القرى والمدن البعيدة قلنا نحن قاهريون ونحب بعضنا البعض، عندما حدث شقاق بيننا وبين ذوينا قلنا نحن واسرتنا وابائنا واخواننا فقط، حتى إذا وقعت المصائب والخلافات بيننا وبين ذوينا وقطعنا صلة الأرحام بيننا وبين اخوتنا واهلنا قلنا نفسي نفسي، ولكننا لم نسلم أيضا في التصالح مع أنفسنا فزادت نسبة الانتحار وانهاء الحياة ولم نعد قادرين على استكمال مشوار الحياة، لماذا ذلك ؟؟؟؟أرى كثيرا من الوجوه منذ أن شهدت يوم مولدي لاتتغير وقد ساءت الاحوال يوما بعد يوم تحت حكمهم وسطوتهم، أري كثيرا من الأسماء وأصحاب الفخامة والتخامة لا يتفقون ولا يأخذون أي موقف ايجابي تجاه حياة أفضل فصرت أمقت وجوههم وأكره تواجدهم، أرى كثيرا من الأغنياء قد تفحش الغناء بهم ولم تشتهي نفوسهم سوى جمع المزيد فصاروا للمالا عبادا ونسوا حق الفقراء في أموالهم، أرى كثيرا من الفقراء اشتد الفقر عليهم حتى صارت بطونهم ترابا من شدة الجوع أحياءا، أرى كثير من الحكومات تنهب شعبها وتمص دمائهم أحياءا أرى كثيرا من أفراد الشرطة المسئولون عن حمايتي وحماية مجتمعي يشيعون في الأرض فسادا، أرى كثيرا من الأحزاب لا تهتم إلا بفتح نيرانها على بعضها البعض ولا يسعون لخدمة شعوبهم وجعل العالم مكانًا أفضل، أرى الجميع مستمسكون بهذه الدنيا الجحيمية، أرى وأرى وأرىأراك تحمل الحقد والحسد بداخلك لي ولا تحمل الخير في قلبك تجاهي، أرى الجميع قد تخلى عن مسئوليته تجاه أهله وجيرانه ومجتمعه وبلدهأراني أكره بلدي ونفسي يوما بعد يوم لإذلالها إياي وعدم توفيرها أقل مطالبي كانسان بسيط يعيش في حضنها الكئيب، أسعى وأجري بكل ما أوتيت من قوة ولكن الرمال تحتي تقيدني فلا خطوة أخطوها إلا وقد أخذت المكاليب برجلي لتعوق تقدمي.أسمع الأهوال من حولي فيقشعر جسدي ويبيض شعري قبل أوانه.أخاطبكم بمشاعري وليس بحروف كلماتي فالواقع صعب ومرير وقد رغبت عيناي في البكاء بشدة حتى يعلوا منسوب المحيط بدموعي، أريد أن أبكي لحالي ولحال أهلي ولحال المسلمين ولحال النصارى ولحال بلدي ولحال العالم.اشتقت لكلمة انسان وما تحويه من معاني راقية ، اشتقت الحضن الرحيم والقلب الرفيق والصديق الوفي والأهل الحاضنون والبلد الكريمة والشرطة الحامية والمعلم المخلص والولي الحكيم والعم الحنون والزوجة الصالحة والأب المرشد والأم الرحيمة والخال الكريم. و و و و قد طالت كلماتي ولم تنفذ مشاعري التي أريد أن أصرخ بها قائلا" أين الخلاص يا الله"لم لم أتخرج بعد من كليتي وهذه حياتي وهذه خبرتي فماذا بعد ذلك؟؟اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق