أزهقتني الحياة وأرهقتني همومها ولو أدري أن الموت لي خير ما ترددت في طلبه، أصابتني المفاجع وأوجعتني الآلام ولو أعلم أن في عزلتي طمأنينة لهاجرت حيث لا يعلم أحدا بوجودي، أنهكتني الجراح وأدمتني الطعنات ولو كنت أعلم أنه صديقي لقتلت نفسي قبل أن أراه يدفع بالخنجر في ظهري، ضاقت بي السبل واغتالتني الأحزان ولو استطعت البكاء لاشتكت الأرض من فيض دموعي.
تيبست كلماتي وذبلت أفكاري وجفت شرايين الأمل في قلبي، بهتت الألوان من حولي وصار الكون رمادياً كحزني، واغروقت عيناي من يأسي فانعكس بريق الحياة على وجهي فأخذت صورتك تختفي من أمامي إلى أن فقدت في حياتي صدى وجودك وأنغام صوتك في أذني وتأثير كلماتك في جوابي، بات قلبك ضيقا فلم يسعني وانكمش وجودك في قلبي فطاف طيفك في فكري يجوب عالمي ويودع ذكريات قضيتها على شاطئ حنانك وبين دفئ شمسك نهارُا و اعتدت بالليل أن أنشد الضياء من هالة قمرك وبسمات نجومك المتناثرة في ترقب لتشهد رحيلك في يوم غابت فيه شمسك وامتنع فيه قمرك فلم يبقى سوى سحابك الحزين يجوب فضاء كوني في اضطراب وترقب.
وجدتني في حقيقتي كحلم رأيته في نومي ورفضته في مخيلتي فلما صار حقيقة لمتني وتمنيت لو كنت أستعد لفراقك فما آلمني انطماس وجهك من امامي وما شعرت بدم يسيل من قلبي وما تعلقت بآمال بنيتها يا من كنت سند في أساسها ووتد في بنائها وسقف لما قد يكون تحتها. ربما كان كسوفك سريعا ولكن أزهاري بستاني قد ذبلت بعد أن طويت عنها ضياءك ومنعت عنها قطرات تحييها فما لبراعمي الموؤدة من حاجة لصراخاتك فقد اغتالها صمتك وطبق على أنفاسها غيابك واستقرت سيرتك في بئر تعودت ان أقذف إلى أعماقه من كان في حياتي عزيزا فعز عليه وجودي فلم يكترث لتساؤولي وظن أنني كالكتاب المفتوح يمكن قرائتي ولكنه قد نسى أنني من علمته كيف يقرأه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق